Sudan Moments

بين الحصار والحرمان العاطفي: ظاهرة الشذوذ الجنسي بين النساء في السودان بعد الحرب


في أعقاب الحرب التي مزقت السودان ظهرت ظاهرة الشذوذ الجنسي، أضحى المجتمع السوداني يواجه تحديات اجتماعية جديدة تفاقمت بفعل

النزوح والتفكك الأسري والأوضاع الاقتصادية الصعبة. بين هذه التحديات، برزت ظاهرة العلاقات المحرمة بين النساء كأحد الأعراض

الاجتماعية المقلقة التي تحتاج إلى فهم أعمقومعالجة شاملة تراعي السياق النفسي والاجتماعي لهذه المرحلة المضطربة.

أصداء من ظاهرة الشذوذ الجنسي

قصة “أمل.ح” (35 عامًا)
تجلس أمل في زاوية غرفة صغيرة بأحد مراكز الإيواء بامدرمان، تغالب دموعها وهي تروي قصتها: “فقدت زوجي في أولى معارك الحرب،

ووجدت نفسي وحدي مع أطفالي بلا مأوى أو دخل. في لحظة ضعف، اقتربت مني صديقة كنت أعتبرها أختًا. بدأت علاقتنا بدعم نفسي وعاطفي،

لكنها تحولت إلى شيء لم أكن أتخيله.”

تتابع أمل بصوت متقطع: “كنت أبحث عن حضن آمن، عن كلمة طيبة تواسيني، لكنني أدركت أنني وقعت في خطأ كبير. لم يكن من السهل الانفصال عنها، فقد كنت أهرب من الوحدة بأي طريقة ممكنة ما كنت اعرف ان يصل الى ظاهرة الشذوذ الجنسي.”

: العوامل النفسية والاجتماعية

الدكتورة هند ن.، اخصائية علم النفسي الاجتماعي، تلقي الضوء على العوامل النفسية التي تجعل بعض النساء في أوقات معينة ينزلقن إلى علاقات غير مألوفة. تقول: “الحرمان العاطفي، انعدام الأمان، والاضطرابات النفسية التي تفرضها شروط الحرب في بعض الأحيان إلى انحراف في السلوك، خاصة مع غياب الدعم الاسري والروحي.”

توضح د. هند أن النزوح القسري، حيث تجد العائلات نفسها مقطوعة عن الجذور الاجتماعية، يولد شعورًا بالفراغ القاتل، يدفع البعض للبحث عن ارتباطات عاطفية بديلة، غالبًا ما تكون في محيط الأشخاص المتاحين من نفس الجنس لمزيد معلومات تابع موقع sudan moments.

: شهادات حية من أرض الواقع

قصة “ليلى.م” (28 عامًا)
ليلى فتاة في مقتبل العمر، وجدت نفسها فجأة يتيمة بعد أن فقدت والديها وأشقاءها في غارة جوية. تقول: “كنت أعيش في مخيم للاجئين، أشعر بالضياع والعجز. اقتربت مني امرأة أكبر مني بعشر سنوات، كانت بمثابة أم وأخت. لم أستطع مقاومة شعور الدفء الذي قدمته لي..وشيئا فشيئا وجدت نفسي ادمن قربها اكثر فاكثر حتي اصبحت لا اطيق بعدها عني كما اصبحت لا احتمل ان اراها تتعامل بلطف مع فتاة غيري، رغم أنني كنت أدرك أن العلاقة لم تكن صحيحة.”

تضيف ليلى بحسرة: “كنت أحتاج إلى شخص يرعاني ويمنحني شعورًا بالاهتمام. الحرب سلبتني كل شيء، حتى القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.”

قصة “سهى.ع” (40 عامًا)
تحكي سهى عن معاناتها في معسكر نزوح بشمال السودان. تقول: “عشت سنوات طويلة تحت وطأة العنف المنزلي، وفي لحظة ضعف،

استسلمت لإغراء امرأة كنت أعتبرها صديقة مقربة. كنت أبحث عن مخرج من الجحيم الذي كنت أعيشه في حياتي الزوجية، لكنني لم أكن أتوقع أن

أجد نفسي في مأزق أخلاقي آخر كظاهرة الشذوذ الجنسي.

: المجتمع بين الإنكار والمواجهة

يواجه المجتمع السوداني مأزقًا كبيرا بين محاولة إنكار الظاهرة والتعامل معها بواقعية. يقول الشيخ عبد الله ص.، أحد أئمة المساجد في الشماليه:

“الحرب اكشفت لنا جراحً اخلاقيه عميقه.علينا أن نعيد بناء المجتمع على أساس من التسامح والدعم النفسي والروحي، بعيدًا عن التشهير والوصم الاجتماعي.”

تؤكد الناشطة الاجتماعية سارة م. أن المجتمع السوداني بحاجة ماسة إلى برامج توعية تستهدف النساء في معسكرات النزوح، إضافة إلى مراكز

دعم نفسي واجتماعي تتيح لهن التحدث عن معاناتهن دون خوف من الفضيحة ووصم بظاهرة الشذوذ الجنسي.

الخاتمة:

تظل ظاهرة الشذوذ الجنسي بين النساء في السودان إحدى النتائج المأساوية للحرب وما خلفته من تفكك اجتماعي وضغوط نفسية خانقة.

في مجتمع يقدس القيم الأسرية، يحتاج التعامل مع هذه القضية إلى حكمة وتفهم، بعيدًا عن خطاب الوصم والإقصاء. الحل يكمن في إعادة

بناء النسيج الاجتماعي عبر تقديم الدعم النفسي والمادي للنساء المتضررات، وتوفير بيئة آمنة تحميهن من الانزلاق في علاقات غير صحية مثل ظاهرة الشذوذ الجنسي.