Sudan Moments

صراع الكيزان في ظل الحرب… الموت والنزوح في كفة والسلطة في كفة أخرى

في الوقت الذي تعصف فيه الحرب بالسودان حاصدةً الأرواح ومخلّفةً النزوح والدمار..نجد أن من أشعلوا هذه النار من قيادات الكيزان قد حولوا الصراع إلى معركة أخرى بعيدة كل البعد عن معاناة الشعب.

.. فبدلًا من أن ينشغلوا بإيجاد حلول تنقذ الأرواح وتضع حدًا لهذا النزيف وتخرج البلد من الورطه التي ادخلوها فيه؛ نراهم يتصارعون على السلطة ويحاول كل طرف إقصاء الآخر في مشهد مأساوي يثير الاستياء والاشمئزاز.

فالحرب التي اشتعلت بسبب التآمر المستمر من فلول النظام البائد لم تترك أي جزء من السودان إلا وطالته النيران .. وتتزايد معدلات القتل والنزوح يوميًا؛ بينما تتفاقم معاناة المواطن العادي الذي لم يكن طرفًا في هذا الصراع العبثي بحسب وصف الرئيس وقائد الجيش..

..أصبح الموت مشهدًا يوميًا مألوفًا؛ والنزوح واقعًا مريرًا لملايين السودانيين الذين يبحثون عن ملاذ آمن في وقت باتت فيه الحياة الكريمة والآمنه حلمًا بعيد المنال.

وفي مشهد لا يخلو من السخرية المأساوية يتشاجر هؤلاء القادة على كرسي القيادة في الحزب..في الوقت الذي وصلت خلافات ابواقهم من حمالات الحطب والبلابسه النافخين في نار الحرب إلى أغنية ..أي والله أغنيه أصبحت محور نزاعهم الرئيسي!

..كيف يمكن لهؤلاء أن يدّعوا تمثيل مصالح الشعب وهم منشغلون بمثل هذه التفاهات بينما يموت الناس ويتشردون يوميًا؟

..هذه الصراعات الصغيرة تعكس حقيقة مرّة..الكيزان وأعوانهم لم ولن يكونوا يومًا معنيين بمصالح الشعب… كانت السلطة دائمًا هدفهم الأسمى ؛ولا يهمهم الثمن الذي يدفعه الوطن لتحقيق طموحاتهم الضيقة.

في خضم هذا الدمار والاقتتال يجب أن تبرز أصوات تعيد توجيه البوصلة الوطنية نحو هدفها الحقيقي… إنقاذ السودان من هذه المحنة. ومحاسبة المتسببين في الحرب..فيجب ألا يُسمح لأي طرف أجرم بحق السودان أن يهرب من المحاسبة، سواء كانوا قادة النظام البائد أو المليشيات التي تقاتل لتحقيق مصالحهم….ياتي هذا بعد إيقاف الحرب فورًا بالضغط على الأطراف المتصارعة لإيقاف هذا الجنون ووضع حد لمعاناة المدنيين…ثم التواضع علي خطاب موحد لمواجهة الأزمة ؛والمعني بهذا هي القوى السياسية والمدنية التي يجب عليها توحيد صفوفها والعمل على تجاوز الخلافات والتركيز على إنقاذ الوطن بدلًا من الوقوع في فخ التفكك والتنازع.

…لقد أثبت الكيزان وأبواقهم ممن نفخوا في نار الحرب انهم لا يمكن أن يكونوا جزءًا من حل الأزمة… فالسودان يحتاج إلى قيادة وطنية صادقة تهدف إلى وضع حد لهذه المأساة وتعمل على بناء دولة تحترم حياة مواطنيها… أما من يتصارعون على الأغاني والسلطة في زمن الموت والدمار فالتاريخ لن يرحمهم، والشعب لن يغفر لهم.