Sudan Moments

الإسلاميون وصراع المصالح: الوطن بين مطرقة الطموح وسندان الصراعات

في لحظة حساسة من تاريخ السودان تتجدد الصراعات الداخلية بين الإسلاميين حاملةً معها عبئًا إضافيًا على الوطن والمواطن.
.تصريحات عبد الحي يوسف الأخيرة تأتي في سياق هذا الصراع حاملة اتهامات خطيرة وادعاءات تضع الجيش وقيادته في قلب نزاع قديم-جديد حول السلطة والنفوذ.
.عبد الحي يوسف أحد أبرز رموز التيار الإسلامي في السودان وجه سهام اتهاماته إلى البرهان مشيرًا إلى ما وصفه بدعم الأخير لقوات الدعم السريع.
.هذه التصريحات التي تعيد تأكيد ما بات معلومًا للكثيرين تحمل في طياتها إشارات صريحة إلى الصراع العميق داخل التيار الإسلامي نفسه ؛حيث يبدو أن وحدة الصف ليست سوى شعارات زائفة.

.عبد الحي لم يكتفِ بتحميل البرهان مسؤولية ما يجري.. بل تجاوز ذلك إلى تحديه علنًا؛ مشيرًا إلى أن الإسلاميين متغلغلون في مؤسسات الدولة.. وأن أي محاولة لإقصائهم ستكون عبثية.
.هذا التصريح يعكس غطرسة سياسية مفرطة واستعدادًا غير محدود للتضحية بمصالح الوطن في سبيل استعادة السلطة مهما كانت التكلفة.
.إشارات عبد الحي إلى دعم البرهان للدعم السريع تأتي كتأكيد إضافي لبراءة القوى الثورية الوطنية من أي تواطؤ او دعم لهذه الميليشيا ربيبة الاسلاميين وإبن سفاحهم..
.. هذه القوى التي تحمل مشروعًا قائمًا على التغيير والتحرر من إرث الشمولية لا تحتاج لشهادة من شخص مثل عبد الحي الذي يُعد جزءًا من معادلة الخراب التي عانى منها السودان لعقود.
.ما يثير الدهشة والقلق هو اعتراف عبد الحي العلني بأن هذه الحرب هي حرب الإسلاميين وأن الجيش يعتمد عليهم في مواجهة الدعم السريع.
.هذا التصريح يكشف بوضوح أن الإسلاميين ليسوا فقط طرفًا في النزاع؛ بل يعتبرون أنفسهم المحرك الأساسي للمعركة بل ويدّعون أن الجيش سينهزم بدونهم.
.هذا الاعتراف يضع الإسلاميين في موقف المدان الذي لا يخفي تورطه العميق في الحرب ؛ ما يعني أن السودان ومؤسساته العسكرية أصبحا رهينة لمصالح تيار سياسي يسعى للبقاء على حساب أرواح الأبرياء ومستقبل الوطن.
.الصراع الحالي بين الإسلاميين ليس صراعًا على مبادئ أو رؤى تخدم الشعب..بل هو صراع على السلطة والنفوذ داخل تيار أثبت تاريخه أنه غير قادر على التعايش مع الآخر.
.إن تهديدات عبد الحي وتحديه العلني للبرهان تُظهر بوضوح أن السودان مرة أخرى يُساق إلى هاوية جديدة من الصراعات العبثية التي لن تكون نتيجتها سوى المزيد من الانهيار والتفكك.
.السودانيون يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الحل لا يمكن أن يأتي من نفس القوى التي ساهمت في دمار الوطن..سواء كانوا من الإسلاميين أو غيرهم.
.الوطن بحاجة إلى قوى وطنية صادقة تتبنى مشروعًا يقوم على الشفافية والمحاسبة بعيدًا عن المتاجرة بالدين أو استغلال المؤسسات الوطنية لتحقيق أجندات ضيقة.
.إن السودان الذي يرزح تحت وطأة الحرب والجوع والتشريد؛ لن يتحمل مزيدًا من العبث السياسي.
.آن الأوان أن يلتف السودانيون حول مشروع جامع يضع الوطن فوق كل اعتبار ؛وينبذ كل من يسعى لتحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات.